حدثٌ واحدٌ ونظرةٌ مختلفة

حدثٌ واحدٌ ونظرةٌ مختلفة

بعد زلزال لوس أنجلوس سنة (١٩٩٤ م) انطلق مذيع إحدى القنوات التلفيزيونية يستطلع آراء الناس في أحد الطرق التي عظم زحامها واشتدّ كربها ... طرق المذيع نافذة إحدى السيارات العالقة في الزحام وسأل سائقها عن مشاعره فردَّ عليه بصوتٍ مرتفع ولهجة غاضبة قائلا: أنا أكره هذه المدينة، مدينة المصائب، فمرة حرائق ومرة فيضانات والآن زلزال وفوق هذا سأتأخر عن موعد حضوري في الشركة .!
هرب المذيع منه ولم يعقِّب خشية أن يناله شيء من انفعالات هذا السائق !.. طرق نافذة السيارة التي تليها وكرَّر على سائقها نفس السؤال فقال المسؤول : اولًا الحمد لله على أنني لم أمت، ثانيًا لقد أسدى إليَّ هذا الزلزال خدمة لن أنساها طول حياتي؛ ألا وهي : أنه اختبر لي أساسات بيتي ومتانتها.. إضافة إلى أن هذا الزحام أتاح لي فرصة تعلَّم اللغة الإسبانية عن طريق الأشرطة وقد استعددت للزحام بترمس من القهوة المفضلة!..
على كل منا أن يكون مستعدًّا دائما لأن يدفع الثمن ؛ فلا يقفز متخطبًا المراحل ومتعديا الحدود ، ولا ينجح قبل أن يدخل الإمتحان، ولا يجني الثمر قبل أن ينضج على الشجر. ولكننا كثيرًا ما نكسر القاعدة ونخالف الطبيعة ونحالف أن ننجح بسرعة أكثر مما ينبغي، و أن نختصر الطريق إلى القمة، فتكون النتيجة صعودًا سريعًا وسقوطًا أسرع.
أحيانًا تكون المعاناة والكفاح هنا السبيل الوحيدة للنجاة والنجاح، فعندما نسير في الحياة ونجد الطريق ممهدةً والصعاب مذللة، لا يكون للنجاح معنى والقيمة والإعاقة الحقيقة هي عدم القدرة على تخطي المعوِّقات؛ فلن نتمكن من الطيران والتغلب على الصعاب إلا إذا اشتدت أجنحتنا وقوي عودنا وعانينًا أشدَّ المعاناة.    

Yorumlar

Bu blogdaki popüler yayınlar

Biraz Ortaya Karışık

Biraz da Türkçe..

Biraz da Türkçe 2